هُنَّ
مجموعة قصصية
ولاء بيومى
å …
أهدي كتابي الأول .
مُقَدِّمُة
أَيَتُها البَرِيئة كطفلةٍ عُمرُها دقيقةٍ لا تعشقي , العِشقُ مؤذٍ لِبرائَتِك .
سَتشعُرِينَ بسعادةٍ تَجَعلُ مِنكِ فراشةً تَطيرُ دونَّ أجنحةٍ ثُّم تكسرُكِ خيبةٌ تحرِقُ أَجنحتك وتُحوُّلك لعجوزٍ لازَالت في شبابِها.
انتظار
المكان يسودُه هدوءٌ قاتل تجلسُ في ركنٍ بعيدٍ ثابتةً لا تتحرك ساكنة لا تتكلم , مثلَها كَمثَلِ قطعةٍ من أثاث المنزل .
رنَّ هاتفُها فجأة بعد طولِ صمت وانتظرت حتي انتهى صوتُه وتلاشى تَمامًا
, نظرت إليه نظرةً متوجسة .
ذهبت إليه بخُطوات مترددة خائفة ألا يكون هو صاحب الرقم المجهول فيخيب أملُها.
أمسَكت بالهاتف وتأَمَلت الرقم بلهفة وظلَّت للحظات ممسكةً به تُفَكِّر في معاودةِ الاتصال .
ابتسمَت ابتسامةَ عاشقةٍ حمقاء, تتذكر كل لحظة مرت بالقرب منه .
ذلك الرجل نادرُ الوجود لا يتكرر كثيرا ,مهندمُ الهيئة أنيق دائما في أبهى صوره.
تعشقه كلُ من تعرفهُ , يبهر كل عذراء تمر بحضرة وجوده من بين كل هؤلاء اختارها هي لتكونَ بطلَة قصته الوحيدة.
أعطاها من الحُبَّ ما لم تحلم أن تحياهُ يوما, وأعطاها من السعادةِ ما يُمكِّنها من أن تعيش علي ذكراها ما تَبَقَّى لها من عمرها بدونه.
فجأة وبِدون سابق إنذار صَعَقها وتَرَكَها كيتيمةٍ فَقدت أباها ولا تعرفُ مكانًا لقبره.
كشجرةٍ تَقَطَّعت كلُ الغابة من حولها وتُركت هي وحيدة جذورُها تمتدُّ لأمتارٍ تحت الأرض .
تَرَكَها دونَ إِبداءِ أسبابِ للرحيل وكأنَّه أَخَذَ منها حيويِّتها وشَبابَها وتَرَكها عجوز في العشرين من عُمِرها .
هنا سقطت منها دمعة كسَرت آخَر ما تبقَّي لها من كبرياء أُنثى تركها رجلٌ في نِصف الطريق.
ذهبَت لتتمددَ علي أريكةٍ قريبةٍ من الهاتف منتظرة اتصالًا جديدًا قادرًا علي انقاذ حياتها .
لقا